الدكتور جميل الموزان
خاطرة : عيد الحب
في عيد الحب رسمت قلبا. ومن بين كل الواني، ضاع اللون الحمر. كيف ساهديك القلب دون اللون الاحمر؟ لعل قطرة من دمي تكفي. لكن دمي كان قد صودر.
في فترة شبابي تم تجميعنا و صودر دمنا في بنك الحزب الواحد. لا يعرف مكان ذلك البنك غير القائد الأوحد. دفن القائد و حل الحزب. أما دمنا فلم تعثر عليه سوى الكلاب السائبة. تناهبته ونثرته على خارطة العالم. و لم نعد نملك حتى و لو قطره لقلب فالنتاين.
د. جميل الموزان
المنامة
******************
إن كنت ولدت على أرض العراق وشربت من ماء رافديه و شطه و أكلت من رز عنبره وتنفست عطر جوريه واكتويت بشمسه و لمست طيب ناسه فلا تحلم بأنك تستطيع ان تزرع قلبك في غير ترابه.
إن كنت اودعت ثرى العراق أباً عراقياً تنحني امام قامته أعاصير الحياة و تلوي ذراعيه أعناق وحوشها و على صدره تكسرت سفن الغزاة و أمّاً عراقية عيناها حقول سنبل و عباءتها فواحة بالمسك و العنبر و قلبها بستان رازقي فلن تتغنى بغير اسمه.
هناك لا تزال تخفق ذكريات حبك الاول الحيي و ذكريات حبك الاخير الذي أثمر بستانا من الورد لن تمنحك ايما ذكرى جديده تلك الرعشة و النشوة الحالمة.
هذه الحرب لن تنتهي، قلت، وفي حديقة داري زرعت قلبي قبل الرحيل وتركته للريح والمطر. صرت بلا قلب أسير بين الحدود المغبرة وأضواء زجاج السيارات وبين أحجار الأرصفة، تائهاً كسفينة دون دفة أو بوصلة،
منحنيا كشراع مكسور الصارية
أو كراية نكسها الاحتلال.
انتثرنا على خرائط الدنيا كنبات بري،
كعوسج تقطفه المناجل والأيادي القاسية
لكن قلوبنا لا تزال مزروعة هناك في حدائق البيوت
تحت الريح والمطر
تخضر حزنا لا ينتهي
وتثمر صبراً مراً
بانتظار أن تبزغ
زهرة الأمل
د. جميل الموزان
كتبت في 10/12/2006