السومرية والاكدية والارامية في اللهجة العراقية
ملاحظة: المقال طويل نسبياً لمن لا يحب القراءة، أو لِقُراء الخاطرة والمقال “الطياري”، ولهؤلاء القراء بالذات أقول ما قاله الأصمعي ذات يوم: “مَن لَم يَحتمِلُ ذل التعليم ساعة … بقيَ في ذل الجهل إلى قِيام الساعة.
مقدمة :
|
الكلام عن المفردات والألفاظ السومرية والأكدية والآرامية وغيرها التي لا زالت متداولة في اللهجة العراقية العربية الدارجة لحد اليوم ليست بالشيء الجديد
على (بعض) القراء، رغم ذلك … أعتقد أيضاً أن نسبة كبيرة جداً من القراء متعطشين أبداً لمثل هذه المواضيع التراثية الشيقة.
لستُ من المُختصين في اللغات العراقية القديمة المندثرة، ولا أتقن غير العربية إضافة إلى لِسان (السورث)، وهو واحد من لهجات اللغة السريانية الدارجة المحكية لكلدان وأشوريي عراق اليوم.
مع ذلك فقد قمتُ -لسنوات عديدة- بجمع كل شاردة وواردة عن ما يتعلق بهذا الموضوع التراثي، لدرجة أنه كان بين يديَ في النهاية مجموعة غزيرة من تلك المفردات العراقية القديمة التي لا زالت مستعملة بكثرة في لُغة التخاطب والكلام اليومي للعراقيين. لِذا إرتأيتُ تقديمها على شكل مقال أو أكثر، لعلي أكون قد شاركتُ في تعريف الناس ببعض مُفردات لغاتنا العراقية المندثرة، ومدى تأثيرها وتداخلها في لغتنا العراقية العربية المحكية اليوم، ليس في العراق فقط، بل في الكثير من الدول العربية، وسأقوم بإختيار وتقديم الأهم على المهم من تلك المُفردات، نظراً لكثرتها وغزارتها.
كذلك لا بد من التطرق لبعض المفردات التابعة لِلغات قديمة من أزمنة (ما قبل الطوفان العراقي) وليس التوراتي المُقتبس، حيث هو أمرٌ مثير حقاً حين نجد أنه حتى اللغة السومرية التي ربما يعتقد البعض أنها أقدم لغة عراقية، قد إقتَبسَت ووَرَثت وتأثرت بلغات عراقية أقدم منها لانعرف عنها الكثير، لأنها لم تكن لغات مكتوبة كالسومرية. وتلك هي اللغات التي سماها علماء اللغة ب (لغة الفراتيين الأوائل) أو (اللغة السوبارية). والتي أعطتنا:
[ إسماء النهرين “دجلة والفرات”، وبعض أسماء الحِرَف والصِناعات والمِهن الأساسية في الحضارة مثل: (نجار، مَلاح، فَخار، إسكاف … الخ، مع أسماء آلات الحراثة وبعض أسماء النباتات والأشجار، كذلك أسماء مُعظم المدن التأريخية في العراق ]. نقلاً -وبتصرف- عن كِتاب (مِن تُراثنا اللغوي القديم) د. طه باقر.
اللغة العربية تحمل في طياتها الكثير جداً من الكلمات المُشتركة بينها وبين اللغة الأكدية بلهجتيها المتفرعتين (البابلية والآشورية)، وهذا لا يعني أن تلك المشتركات هي مِن أصول عربية فقط كما يقول البعض!، لإن الكثير من الكلمات هي مُشتركة بين العائلة التي يُطلق عليها تسمية: ( مجموعة اللغات السامية )، والتي تحوي العربية والأكدية والآرامية والعبرية والحبشية …. الخ. وكانت كل تلك الأقوام تتكلم في بداية وجودها التأريخي الموغل في القِدَم لغة واحدة ( أُم ) قبل هجراتها التأريخية البعيدة وتفرقها عن بعضها في جهات الأرض، ولها حتماً قواعدها الخاصة بها التي يعرفها ويُميزها علماء اللغات عن أية مجموعة لغوية أخرى في العالم.
كذلك يقول د. طه باقر في كِتابهِ المذكور: [ لقد تفرد العراق من بين الأقطار العربية بضخامة تُراثه اللغوي القديم من اللغات القديمة التي إزدهرت في حضارته التأريخية بمُختلف أدوارها المتعاقبة وخلفت رواسب لغوية كثيرة ومتراكمة لا تزال آثارها باقية في اللهجة العراقية العربية الدارجة وفي اللهجات العربية الأخرى في أرجاء الوطن العربي ولكن بدرجات أقل ].
ثم يُردف في مقطع آخر:
[ أن حضارة وادي الرافدين حضارة متعددة اللغات، أو “غير متجانسة اللغات Hetrogenous مقارنةً مع حضارات قديمة أخرى مثل حضارة وادي النيل التي كانت من هذه الناحية “متجانسة اللغة” أو ذات لُغة واحدة إذ إقتصر الأمر فيها على اللغة المصرية القديمة Homogenous ].
وعن اللغة السومرية والعائلات اللغوية في العالم يقول د. طه باقر في كِتابه المذكور:
[ لا يزال أصل السومريين والمكان التأريخي الذي نزحوا منه يعتبر لغزاً لحد اليوم، وتعتبر لغتهم مجهولة الأصل ولا يُمكن إرجاعها إلى العائلات اللغوية العالمية المعروفة. ولعله من المُفيد أن نذكر هنا أن التعريف اللغوي لما يصطلح عليه علماء اللغة “العائلة اللغوية” (Family of Languages) هو عدة لُغات متحدرة من أصل واحد، ولذلك فهي تتشابه في مُفرداتها لفظاً ومعنى ـولكن ليس إلى حد التطابق-، وتتشابه أيضاً في نحوِها وتراكيبها وأساليب إشتقاقاتها اللغوية. بإستثناء لُغات السكان الأصليين في أميركا (الهنود الحمر) وبعض اللغات التأريخية المجهولة الأصل، ومنها اللغة السومرية، وعدى ذلك فإن اللغات البشرية تنتظم في أربع عائلات لغوية كُبرى كما موضح أدناه:
1- عائلة اللغات السامية.
2- عائلة اللغات الحامية.
3- عائلة اللغات الأورال الطاي (المغولية والتركمانية والتركية).
4- عائلة اللغات (الهندية- الأوربية).
ويميلُ الباحثون الآن إلى دمج العائلتين الكبيرتين (السامية والحامية) بعائلة واحدة أطلقوا عليها تسمية العائلة (السامية- الحامية) ].
كذلك يُركِز د. طه باقر في كِتابه على أن المفردات التي كانت في الماضي -قبل إكتشاف وجود اللغات السومرية والأكدية والآرامية- تدخل ضمن تفسير (الدخيل والأعجمي) لم تعد كذلك بعد أن تم إزالة غبار الزمن عنها ليتوضح لكل العالم بأنها مُفردات جائت من لُغات الأقوام القديمة في العراق، وهكذا تم تأصيلها وإعادتها لجذورها العراقية المُختلفة.
وحول موضوع (الدخيل والأعجمي) يقول الكاتب سليم مطر في كِتابه (الذات الجريحة):
[ في عام 1980 أحصى د. طه باقر ما يقرب من 250 كلمة تعود إلى أصل سومري أو بابلي، وهي (فقط) من الكلمات التي كانت تُعَدُ أو محسوبة على (الدخيل والأعجمي) في اللغة العربية، وسأورد (بعضاً) منها أدناه كمثال:
* أباب (الماء): أبابو.
* أتون. أتونو: سومرية.
* آجِر. أجورو.
* أرجوان. أرجوانو.
* إقليم. كالام: سومرية.
* بطة أو بشة. بشو.
* بلور. بلورو.
* دُكان. دُكانو: سومرية.
* تنور. تنورو.
* صنم. سلمو.
* سوسن. سوسونو.
* كُبة. كُباتو.
* هيكل. إيكالو: سومرية.
* سفرجل. سبرجيلو ]. إنتهى الإقتباس.
*من الأمور المهمة التي أود الإشارة لها، هي تلك الظاهرة العجيبة الغريبة لبعض الكُتاب والباحثين العرب، عراقيين وغير عراقيين، وبعضهم له إسم وسمعة ومصداقية لا أفهم كيف يُغامر ويُجازف في إحتِمال أن يفقدها!؟، ولستُ أجد حاجة لذكر الأسماء.
هؤلاء، ومن خِلال كتبهم ودراساتهم وأبحاثهم ومقالاتهم عبر سنوات، يُحاولون التهرب في إعادة بعض المفردات إلى أصولها اللغوية العراقية القديمة، والأدهى أنهم يقومون بتنسيب بعض تلك المفردات العراقية الأصيلة إلى الفارسية والتركية والهندية والإغريقية وربما المريخية وإلى ما شاء لهم التنسيب، في الوقت الذي يستنكفون أو يستكثرون تنسيب تلك المفردات وإعادتها لأصولها وجذورها السومرية والأكدية والآرامية .. الخ!. وكمثال صغير جداً نرى أحدهم -وهو أستاذ وكاتب كبير بحجم المئذنة !!- يقوم بمعالجة كلمة (ديس)، فيقول بأنها تعني (الثدي) وهي أصلاً مُفردة عراقية !!!. هكذا … ولم يشأ أن يتنازل عن بغلته ويقول للقراء بكل أمانة وبساطة بأن كلمة (ديس) هي مُفردة آرامية الأصل، ومن جذر (ديدا) والتي تعني الثدي!!.
برأيي أن أساتذة متمرسين وأصحاب شهادات عُليا كهؤلاء ليسوا أغبياء في المادة التي يُحاضرون أو يبحثون فيها بقدر ما هو تغابي متعمد منهم يُضلل القاريء وطالب العلم ويُبعدهم عن معرفة الحقيقة!. علماً بأن هؤلاء الأساتذة والكُتاب هم من المعاصرين لنا، أي ليسوا من كُتاب ما قبل إكتشاف وفك رموز اللغات العراقية القديمة قبل قرنين من الزمان، حيث كان الجميع يُنسبون كل ما هو دخيل إلى الفارسية والتركية والهندية والمريخية إعتباطاً!!.
حملة الشهادات هؤلاء عَجزوا عن الحصول على شهادة أخلاق ومصداقية وحسن سلوك) ربما كانت ستُعينهم على قول الحق!. وعلى هذا النفر المُدَلِس ينطبق المثل العراقي الشعبي: “نِحنَ رِضينة بالشوم .. والشوم ما رِضة بينة “.
وحول نفس الموضوع يقول الكاتب سليم مطر في كِتابه (الذات الجريحة):
[ هل من المقبول أن يعترف مؤرخونا المُعاصرون (إسلاميون وعلمانيون) بتأثير: “المجوسية الإيرانية والروحانية الهندية والفلسفة الإغريقية ” ويتجنبون الإعتراف بالتأثير الحاسم لميراث شعوبنا الأصلية بحجة (غير مُعلنة) بأنه ميراث (مسيحي-يهودي) يُقلل من دعوة إنتساب شعوبِنا للقبائل العربية الفاتحة؟. أليس من الظلم أن بعض المؤرخين العرب المُعاصرين يذكرون المصادر (اليونانية والفارسية والهندية) للثقافة الإسلامية مع تجاهل المصدر الأول والأكبر لشعوبنا القديمة التي منحت الإسلام ميراث أربعة آلاف عام من الحضارات والإبداعات العلمية والأدبية والدينية !؟]. إنتهى الإقتباس.
ومن مقال للدكتور علي ثويني بعنوان ( آريون وساميون … لُغات أم أقوام؟) إخترتُ لكم هذا المقطع:
[ حتى عربية القرآن تحوي على الكثير من المُفردات الأعجمية من مصادر آرامية وحبشية ورومانية ويونانية وفارسية .. الخ، وثمة دراسات سَلَطَت الضوء على ذلك، ويُمكن أن نقتبس بعض الكلمات ليس للحصر مثل: ( قسطاس، قرطاس، إستبرق، فردوس، عدن، جبروت، ملكوت، اللّهم، أسماء الأنبياء … الخ ). ونقر هنا أنه لا توجد لُغة في الدنيا خالية من الإستعارات والتلاقحات، حتى النائية منها مثل اللغات الأسكندنافية التي وجدناها حبلى بمُفردات اللغات القريبة والبعيدة وحتى من مصادر اللغات العراقية القديمة والعربية ]. كذلك يقول عن المُشترك بين اللغات: [ وإن تقاربت بعض المُفردات في لُغات العالم فلكونها من (البشري المُشترك) كما هي صلة الإنكليزية بالعربية التي وجد أحد الباحثين ثمانية عشر الف كلمة مُشتركة بينهما! ].
* أدناه -وعلى مساحة أكثر من حلقة واحدة (بعض) من تلك المفردات القديمة التي لازالت فاعلة وبقوة في اللهجة العراقية العربية المحكية والمتداولة اليوم، والبعض منها سافرَ عبر الزمكان ووصل بعيداً ليكون جزءً من بعض اللهجات العربية الشعبية لبعض الدول العربية المُجاورة منها وحتى البعيدة !!. والمعذرة .. كَون ترتيب الكلمات أدناه ليس على طريقة الحروف الهجائية. وللعلم أيضاً فإن أكثر من نصف المُفردات التي سترد في هذا البحث مُستقاة من كِتاب د. طه باقر (مِن تُراثنا اللغوي القديم)، والنصف الآخر من كتب ومقالات وبحوث لكتاب وباحثين عراقيين مُختلفين، وهي مُقتبسة بإختصار وتصرف وإضافات كثيرة من كاتب المقال، لِذا وجب التنويه:
* كزكز عليه: تعني كشَرَ عن أنيابه، وأطبق فكيه، وإرتعش غضباً. أصلها آرامي بمعنى: تبسَلَ وحاربَ بإستماتة.
* كَلَك: آرامية (كلكا)، بمعنى قربة منفوخة، وهي من وسائط النقل المائي البدائية، تُتخذ من أقربة (جمع قربة أو جراب) منفوخة، تُشَد إلى بعضها، وتُصَف فوقها أخشاب تُربط ربطاً مُحكماً، وتُحمَلُ عليها أو فوقها البضائع والناس، والكلك لا زال مُستعملاً لحد اليوم في العراق.
* يُقرقش: من القرقشة، وهي كلمة عامية سريانية، وتعني: الصوت الناتج عن مضغ الطعام الصلب الجاف crisby، وهي مُفردة مستعملة في الشام بكثرة، وفي العراق يقولون (مُقسِب – إمكَسِب) أو (جَسِب) لوصف الطعام الصلب الذي يتقرط بين الأسنان.
* الآجر: (أجورو): وتعني (الطوب، الطابوق)، كلمة مُستعملة في اللغات الآرامية والفارسية واليونانية، وكلها مُقتبسة من البابلية لورودِها في النصوص المسمارية منذُ منتصف الألف الثالث ق.م .
* شَلَع: آرامية بمعنى (قَلَع) ويستعملها العراقيون كلما حاولوا قلع أو إستئصال شيء، وأحياناً يقولون (شِلَع) لمن ولى وهرب وأطلق ساقيهِ للريح.
* شَمَط: آرامية (أشمط) بمعنى: إستَلَ الشيء. وشَمَط السيف تعني إستَلَهُ أو إنتضاه من ِقِرابِه.
* لَطَشَ: آرامية بمعنى (ألصَقَ)، كقولنا في العراقية: لِطَشِت خوما لِطَشِت !، كذلك تُستعمل في العراق وبعض الدول العربية بمعنى (سَرَقَ) و (نَهَبَ).
* مجردَم: آرامية أصلها (مكردم) بمعنى سَحَقَ أو جَزَءَ، والعراقيين يستعملونها لمن أصابه الجُذام فيقولون: إمجَردَم !.
* طيز: كِناية عراقية تعني الأست حصراً، وتُستعمل أيضاً في أغلب الدول العربية بنفس المعنى، وهي من أصل آرامي: (طيزا) وتعني الأست، المؤخرة، العجيزة، والدبر.
* تشطف: آرامية بمعنى (شَطَفَ أو غَسَلَ الشيء) ويستعملها العراقي والمصري وغالبية العرب!. والتشطيف يعني أكثر ما يعني غسل مقعد أو أُست الطفل أو الشخص، كذلك تستعمل في عملية غسل فناء الدار وما نحوه بالماء.
* غشيم: لفظة آرامية (كَشيما) بالكاف الفارسية، وتعني: الجاهل، الغر، عديم الخبرة والدراية في الأمور الحياتية. والكلمة هذه ليس لها أية علاقة بالغاشم أو الغشوم.
* فَحَطَ: كقولنا في العامية العراقية “كُمِت أفحَط من التعب”. وهي مُفردة آرامية بمعنى أنهكه التعب لدرجة لم يعد يقوى على التحرك.
* فَروج: جمعها (فراريج) كلمة آرامية تعني (صغار الدجاج) كما هي في العامية العراقية اليوم.
* كْماخ: لفظة آكدية (كوماخ) وتعني الثور الضخم، حيث كان رمزاً للقوة والعظمة، وقد أُطلِقَت هذه الكلمة بالعامية العراقية -مجازاً- على ذوي النفوذ والسُلطة، جمعها (كْماخات).
* لَبَطَ: آرامية بمعنى إضطرب وتحرك بعنف، وفي العامية العراقية تُستعمل في وصف السمكة بعد إخراجِها من الماء، فهي تلبُط بقوة وعنف كونها لا تزال على قيد الحياة. كذلك تُستعمل هذه الكلمة للجنين حين يتحرك داخل أحشاء المرأة الحامل.
* لَطَعَ … يلطَعُ: مُفردة آرامية بمعنى: لَحَسَ، لَعَقَ بلِسانهِ، ويقال (لَطاع) لمن يلحس أصابعه ويُمصمصها بعد أكل الطعام بيديهِ. ويُقال (لَحاسْ) لكل من يلحس بلِسانه أي شيء.
* نَبَصَ: كلمة آرامية تعني: بَرَزَ وظهر فجأةً دون مقدمات أو معرفة أحد. ونجد هذه الكلمة في المثل الشعبي العراقي: “حُمُص بالجِدِر يُنبُص”.
* السَطرَة: كقول المثل العراقي: “شوف العِلبة وإضرب السَطرَة”. والعِلبة هنا تعني الرقبة من الخلف، أما السَطرة فتعني الضرب براحة اليد، والمثل هنا يعني: نوع العِلبة يُحدد نوعية السَطرة!. وهي مُفردة آرامية بمعنى: الصفعة.
* ناطور: آرامية (ناطورا) وتعني: حافظ أو حارس بستان النخيل والزروع والكروم، ولا زالت تستعمل بكثرة لحد اليوم وأكثر من كلمة الحارس.
* اللُقاحية: سريانية (لُقحا)، وتعني في العربية “رفض الإذعان للسلطة”، ويقول هادي العلوي: أنها مُفردة جاهلية قديمة، وتعني: أطراف المدينة من الريف والضاحية، وأخَذَت في العربية معنى “الرفض للسطلة” لإن السلطة عادةً تكون ضعيفة خارج المدينة.
* دَجَل: وللمفرد :دَجال، وتعني المُمَوِه الكاذب لأنه يُدجِل الحق بالباطل. وهي مُفردة آرامية بمعنى: كذاب. ولا زلنا نقول في لهجتنا الكلدانية (السورث): دَكالة: بمعنى: كذاب.
* تالة: التال هو صِغار النخل وفسيلهُ (الفسيل)، وهذه المُفردة مأخوذة من الآكادية talu تالو. وكذلك من الآرامية (تالا)، ويقول د. طه باقر: “المًرَجَح أن لفظة (تالو أو تالا) مُشتقة من مادة (تلا .. يتلو)، أي إنها تعني (التابع أو التالي) كونها تالية وتابعة للنخلة الأم التي جاءت منها التالة أو الفسيل الذي يطلع وينمو على جانب النخلة.
* تِبَلِيَة: وهو الحبل الذي يُحاكُ من ليف النخيل ويُستعمل كأداة في إرتقاء (صعود) النخلة لغرض التلقيح أو التزبير أو القِطاف، كذلك يُسمى الرجل الذي يصعد النخلة بالتِبلية (صاعود). ونجد هنا أن تسمية (التِبَلِية) مأخوذ من المصادر المسمارية وكذلك الأكدية: (توبالو). وقد عُثِرَ على نقش جميل في واحدة من منحوتات (تل خلف) الآثارية مرسومٌ عليهِ صورة للتِبَلِية واردة الذكر.
* شيص: هي تسمية في العراقية الدارجة لنوعية من التمر الذي لا يحتوي على أي نواة في داخله، والكلمة هذه مُشتقة من الأكدية: (شوصو) وكذلك من الآرامية (صيصن).
* خْلال: بتظخيم حرفي اللام. وهي مُفردة تُطلق على (البلَح الذي لم ينضج بعد) في العامية العراقية، بل هو على وشك النضوج، ويُرجح كثيراً أن هذا المُصطلح المقتصر على عامية العراق تقريباً قد وصلنا من الكلمة الآكدية (تُخَلَّو) مع شيء من التحوير.
* جُمَّار: جُمار وجامور النخلة في المعاجم العربية يعني: لُبها أو شحمها ويُسمى في العامية العربية (جُمار) وهو الأبيض اللون الطيب الطعم والذي يُباع على شكل شرائح. ويُرجح أن أصل هذه اللفظة من الكلمة السومرية ( كِشمارو) بالكاف الفارسية، التي تُطلق على النخيل بوجه عام. حيث أن الآكدية (البابلية والآشورية) لم تستعمل الكلمة الشائعة التي تُطلق على النخل في اللغات السامية القديمة، مثل كلمة (تمر) الحبشية و(دقلا) الآرامية.
* سَعَف: وواحدتهُ (سعفة) هو جريد النخيل أو أطرافه، ولا سيما الأطراف اليابسة مع الخوص، وقد ورد في الآكدية ما يُضاهيها بهيئة (سَعباتو) أو (سأباتو) وكِلاهما بالباء الباريسية. ووردت مُضافة إلى النخيل.
* الكرخ: وكما نعرف فالكرخ والرصافة يُكَوِنانِ مدينة بغداد حيث يفصلهما نهر دجلة، والكرخ إسم آرامي (كرخا) والتي تعني: المُحاطة بالأسوار المنيعة (فعل كَرَخَ)، يعني: أحاطَ، سَوَرَ، لَفَ، كذلك تعني كل شيئ مُدور. وهناك منعطف للنهر يُدعى كرخايا.
* طوبى: كقول المسيح في الإنجيل: “طوبى للذين آمنوا ولم يَروا”، وهي مُفردة آرامية مأخوذة بدورها من جذر “طيب” السامي القديم، وللعلم فإن كلمة Utopia في اللغة الأنكليزية مأخوذة من مُفردة (طوبى) الآرامية.
* جوعَر.. يَجعَر: كقولنا في العامية العراقية (جوعَر الزمال) أو (جوعر الحمار) أو ( كام يجوعر)، وكلها تعني صوت الحمار وهو ينهق، وهي مأخوذة من المُفردة السريانية: (جَعَر) بمعنى: صاحَ ، وفي الفصيح العربي يُقال: جأرَ.
* صَمَدَ: كقولنا في العامية العراقية: “صَمَد فلوسهُ”، أي جمع فلوسه أو أي شيء آخر شيئاً فشيئاً. وهي مأخوذة من كلمة (صميذ) الآرامية والتي تعني: مجموع أو مخزون، وجَمعها ( صميذا) بمعنى: مجموع أو مخزون.
* بَلَش: ويستعملها أهل العراق والشام كقولهم: بَلَشنا ناكل، أو كما في المثل العراقي: بيش إبلَشِت يا بو بِشِت!، وهي في أصلها مُفردة آرامية بمعنى: إبتلى أو حارَبَ.
* زراب: وفي العامية العراقية تعني الخرأة، مُفردة آرامية تعني الإسهال، والإسهال في اللغة العربية يُقال له: الذرب !.
* بَجَخَ: (بالباء الباريسية) مُفردة آرامية (بَشَخَ) وتعني: الصَقَ آليته على الأرض وباعَدَ رجليهِ كي يُزَرِب !.
* العُكرُك أو العكروك أو العُكرُكة: وهو إسم الضفدعة في اللغة الآرامية:” عقروقا”، “عقوقا”.
* زعطوط: تسمية عامية عراقية للطفل، وجمعها: “زعاطيط”، وهي كلمة إحتقار حين تُقال للرجل البالغ. آرامية الأصل: (سطوطا) وتعني: الطفل غير البالغ.
* فَلَشَ: وتعني في العامية العراقية جَزَءَ أو هَشَمَ أو خَرَبَ، كقولنا: (فَلَشَ الحائط) أي هدمهُ، أو قولنا: (فَلَش البيت على راسهم). وتقول المعاجم العربية أنها من العامية السريانية، لكنها وردت في النصوص المسمارية الآكدية في أدوار قديمة من أدوار هذه اللغة بهيئة (بلاشو) بالباء الباريسية، وبمعنى نقض الحائط وتخلل منه. كذلك نرى ورود هذه اللفظة في الأغنية أو المثل البغدادي القائل: بغداد مَبنية بتمر .. فَلِش وكُل خستاوي.
* كْيشْ: (بالكاف الفارسية)، مُفردة آرامية (كاوشا). وتعني: الماء الضحل الذي لا يُغرِق. كسؤالنا في العامية: هذا النهر كيش لو عميق؟. وفي العربية الفُصحى هي (المخاضة).
* كُفة، قُفة: جاء في المصادر المسمارية الآكدية لفظة مُضاهية لكلمة (القفة) أو (الكُفة) المستعملة في العامية العراقية، وهي بهيئة (قُفُّو Quppu)، وقد وردت في أسطورة (سرجون الآكدي) الذي وضعتهُ أُمه في (قُفة) صغيرة ورمتهُ في النهر وإنتشلهُ (آكي) وهو ساقي الخمور في البيت الملكي. ومن هذه القصة تم إقتباس قصة “النبي موسى” بصورة كاربونية!.
* جنابة: مُفردة من جذر عِبري وسرياني، وتعني: جملة من الآثام كالنجاسة والأثم والدنس، وإغتسال الطرفين بعد الجماع يُرادُ بهِ تطهير الروح من نجاسة الجسد، والعقيدة الإسلامية تشددت دائماً في قضية “نجاسة الفعل الجنسي”!!، ولذلك شَرَعَت وأمَرَت بضرورة غسل الجنابة بعد المضاجعة وإعتبرتها من كبائر الأمور!.
* الرشمة: وهي المِقوَد أو الرسن، وجاء في كِتاب التاج: الرشمة بالفتح هو ما يوضع في فم الفرس، وهي كلمة آرامية (رشما) وتعني: رسن الدابة.
* النير: الرباط الذي يكون في رقبة ثور الحراثة، مُفردة آرامية (نيرا)، طوق على شكل قطع ناقص من جلد محشو بالقش يوضع في عنق الدابة حين تُسَخَر للحراثة. ومنها تم إقتباس مُصطلح (نير الإستعمار).
* اليشماغ: هو الكوفية البيضاء (كوشماقا) المرقطة بالأسود والأزرق والأحمر، وهي من التراث السومري العراقي الأصيل، ومنه إنتقلت إلى بقية شعوب الشرق الأوسط. وفي قواميس اللغة المسمارية نجد أن كلمة (يشماغ) مكونة من مقطعين:(أش ماخ) وتعني: غطاء الرأس العظيم. أو (أش ساخ) وتعني: غطاء رأس الكاهن العظيم. أما البقع والعلامات السوداء في اليشماغ فكانت تعويذة لها معاني مُختلفة. وتجدون أدناه رابط لمقال قصير وجميل يقوم بتعريف اليشماغ السومري العراقي، وهو للدكتور جواد علي الغريري.
http://www.mesopot.com/old/adad16/23.htm
* تنور: وهو الفرن الكنزاي خارج أو داخل الدار، الذي يتم شي الخبز في داخله، وهي لفظة سريانية (تانور)، كذلك أكدية (تنورو)، وآرامية (تنورا)، وفارسية (تنور) كذلك وردت في العبرية القديمة وفي المصرية الفرعونية، ويقول د. علي الشوك في كِتابه (كيمياء الكلمات) بأنه يُرجحُ أن يكون مصدرها الأول هو العراق القديم للتوسع في إستخدام النار قديماً هناك، وخاصةً في الأغراض الصناعية، كعمل الفخار الذي بدأ في العراق مُبكراً جداً.
أما د. طه باقر فيقول: [ وللتأصيل الصحيح لهذه الكلمة نذكر بأنها وردت في اللغة الآكدية بصيغة مُضاهية للعربية بهيئة (تنورو tinuru) ].
وتشتقها المعاجم الآكدية الحديثة من المادة الآكدية “نار” و “نور” وتعني النار والنور، وأشتق منها الإسم بإضافة البادئة وهي حرف التاء إلى أول الجذر.
وتُكتب كلمة التنور بعلامات مسمارية سومرية تعني بالدرجة الأولى (النار والخبز والأتون)، ويرى بعض الباحثون بأن كلمة (تنورو) الآكدية مقلوبة من الكلمة السومرية (ترونا) والتي تعني الموقد.
والجدير ذكره بهذا الصدد أن عدة نماذج من التنانير الطينية عُثر عليها في أثناء التنقيبات الآثارية في العراق وهي تشبه بوجه أساسي التنور المُستعمل في العراق اليوم، ويرجعُ بعضها إلى أزمان قديمة جداً، مثل عصر العبيد ( في حدود 4000 ق. م ). الذي سبق السومريين وحضارتهم.
* يَشجِر: نقول في العامية العراقية (يَشجِر التنور)، بمعنى يضع داخله بعض الخشب أو الحَطَب ويُشعله ويُحميه إستعداداً لشوي الخبز. ويَشجِر في الآرامية من (مشجور)، وهو شَجَرُ الطرفاء المعروف الذي يُحرقُ داخل التنور أو الآتون. وهناك واحدة من أغاني (البغداديات) التُراثية الشهيرة تقول بعض أبياتها: (( جيت أشجِر التنور والوردة طاحَت … هِدني يا بَعد الروح حِس أُمي صاحَت )).
وللعلم .. كلمة (الوردة) هنا ى تعني الزهرة، بل ما يكون من ذهب أو فضة أو معدن رخيص في الثقب الأيمن لأرنبة أنف المرأة العراقية الريفية من حُلي، أما ما يكون في الثقب الأيسر لأرنبة الأنف فيُدعى أو يُسمى ( خِزامة) … “كِتاب تاج العروس”. أما مُفردة (طاحَت) العراقية فتعني: سقطت، وطاحَ بمعنى: سَقَط.
* جبن: جاء في اللغة الآكدية ما يُضاهي الكلمة العربية جبن بهيئة (كُبنتو) بالكاف الفارسية، والمُرجح أن منها الآرامية (كبنتا)، والعبرانية (كبينا)، وفي لغة كلدان وآشوريي اليوم في العراق (السورث) يُسمى الجبن (كُبتا أو كُبتة) بالكاف الفارسية.
وقد عُرف عمل الجبن في العراق القديم وغيره من صناعة الألبان منذُ مطلع الألف الثالث ق. م، كما تشير إلى ذلك الصور الطريفة التي تمثل حلب الأبقار وتهيئة اللبن والخض وغير ذلك، هذا بالإضافة إلى ذكر الجبن في المصادر المُدَوَنَة.
* خَتن: زوج البنت، وبالسريانية والبابلية: (ختنو)، وفي العبرية (حتن): زوج، كذلك نقول في لهجة (السورث) المتداولة اليوم بين الكلدان والآشوريين: (خِثنَة).
* دن: وهي جرة كبيرة تُركز في حفرة، من السريانية وكذلك البابلية: (دانو)، وربما هي مُشتركة بين الساميات.
* حُرمَة: هذه كلمة كبيرة وشائعة في كل الدول العربية تقريباً، وخاصةً في العراق والشام ودول الخليج، وتعني حصراً (المرأة)، وحين يقول الرجل: حُرمتي، فهو يعني حصراً: زوجتي. ولهذه الكلمة إشتقاقات كثيرة جداً، وهي مُفردة أكدية بصيغة (حُرماتو) و (شمخاتو) وتعني: (بغي المعبد) أو (كاهنة الحب) والكلمتان في اللغة الآكدية تُشيران إلى زمرتين من كاهنات معبد عشتار الموكلات بالبغاء المُقدس.
* بُهُل: ومعناها: الأبله. مُفردة آرامية أصلها (بُهلا) بمعنى: جاهل أو غبي.
* حَلَّ.. حَلَلَ .. حلَلاً: مُفردة آرامية لِمَن كان في كعب قدمه رخاوة، فهو أحَل وجمعها حُلّ.. الأحلّ. وفي لهجة السورث لكلدان اليوم نقول: حَلَلَة.
* صَنطَة: كقولنا: “صنطة سكوت محد يحجي”، ومعنى هذه المُفردة: (السكوت والصمت المُطبَق).
* صَمَخ: كقولِنا: “إصمُخ إلى أن ينتهي الدرس”. وتُعطي معنى (صَبرَ على مضض).
* طَمَسَ: من (طمش) الآرامية. كقولنا في العامية العراقية: “طُمَس بالمي وغِرَك”، أي: غطس أو غَطَ أو غاصَ في الماء أو النهر وغرق، وكما نرى فهي تُعطي معنى أن يغوص الشيء في الماء أو التراب أو المستنقع .. الخ.
* شُرُم: مُفردة آرامية تعني (الشق) ولهذا يستعملها أهل العراق في لغتهم المحكية بمعنى (ثقب الأست)، ويقولون مثلاً “أشرمَك شَرُم” أو “شرموا شَرُم” أو “شرموني شَرُم”.
* شبوط: وهو نوع من الأسماك المعروفة في نهري دجلة والفرات، كبير الحجم مع رأس صغير، وأصلها آرامي: (شبوطا). وهو نوع كبير ولذيذ من الأسماك النهرية.
* شْوشَة: آرامية (شْيشا أو شِشتا) بمعنى: قارورة، زجاجة، ويُقال للقارورة (شيشة) بالفارسية والتركية أيضاً، ولكن .. لما كان تمدن الآراميين قد سبق تمدن الفرس والترك فقد حُكِمَ بأصالة الكلمة في الآرامية.
*شَلَحَ: وتعني: تعرى من ملابسه، نَزَعَ، خَلَعَ، تعرى، تجرد من ملابسه، و”شلحوه” تعني أيضاً انهم سطوا عليه وأخذوا ما يملكه من نقود وملابس، وحين يقول الرجل في العراق مثلاً لإنثاه: “إشلَحي”.. فمعناها حصراً أنه يطلب منها أن تنزع ملابسها وتتعرى.
كذلك أذكر أن بعض بيوت الأغنياء في العراق كان فيها غرفة صغيرة نسبياً تسبق الحمام، كانوا يُطلقون عليها تسمية “المشلح”، حيث يتشلح فيها الناس من ملابسهم قبل الدخول لغرفة الحمام الحار.
* أرخ، يؤرِخ: وهذه تُعطي معنى (عَيَنَ الزمن وحَدَدهُ) ومنها تأريخ وتوريخ، وهذه الكلمات موجودة في معظم اللغات السامية القديمة، ومنها الأكدية التي يُطلقُ على الشهر فيها كلمة (ورخو) أو (أرخو)، ومن هذا تَولَدَ معنى التأريخ الذي يعني حرفياً (تحديد الزمن). كذلك (ورخ) و ( أرخ) من أسماء الإله القمر في اللهجات العربية الجنوبية القديمة وأشهرها (ود) و( المقا) وفي العراق الإله (سين). وفي لُغتنا الكلدانية (السورث) المتداولة اليوم نُسمي الشهر (يَرخَة).
* أذان: يذهبُ بعض اللغوين العرب في قواميسِهِم إلى أن كلمة “أذان” أي “النِداء لمواعيد الصلاة” غير عربية، كما في كِتاب (شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل) لشهاب الدين أحمد الخفاجي المصري. ونجد في اللغة الأكدية كلمة “أدانو” بحرف ال (د) وليس ال (ذ) حيثُ لا وجود لحرف ال ( ذ) في غير اللغة العربية، كذلك نُلاحظ بأن هناك حرف ال (و) في نهاية هذه الكلمة، وهي الواو الأكدية البابلية المعروفة التي تلحق بأواخر الكلمات في اللغة الآكدية.
وتعني كلمة ( أدانو ) الآكدية بالدرجة الأولى: (الموعد، مُدة زمنية، وقت مُحدد، أو يوماً مٌعيناً)، ويُضاهيها في الآرامية “عِدان” و”عيدان”. وفي لُغة كلدان العراق (السورَث) المستعملة اليوم نقول: (عِدانة) والتي تعني: الوقت المُحدد.
* الأفكل : والتي تعني “الحكيم”.
كلمة الأفكل في المعاجم العربية لها عدة معانِ، منها: (الجماعة من الناس، الشجاعة، الرعدة)، فيُقال مثلاً: (فلاناً أفكَلَ) إذا أصابتهُ رعدة فأرتعد من خوف أو برد. وجاء في حديث السيدة عائشة: “وأخذني أفكل وإرتعدتُ من شدة الغيرة”. وجاءت كلمة (الأفكل) بمعانِ مُختلفة عن العربية في المصادر المسمارية الأكدية بهيئة: (أبكلو)، وفي السومرية (أبكال) بالكاف المصرية. وتعني (الحكيم) بوجه عام، ولا سيما الحكيم المُتبحر في الحكمة، وبهذا المعنى وردت في خاتمة شريعة حمورابي 1792- 1750ق.م في نعت إله الحكمة والمعرفة والماء آنذاك، وهو الإله (ايا) والذي يُقابله الإله (أنكي) عند السومريين. كذلك نُعِتَ بصفة الحِكمة إله بابل (مردوخ) ومن بعده إبنه الإله (نبو) الذي كان إله الحكمة والكِتابة والقلم. وأضاف الأكديون لاحقة (أوتو) إلى كلمة الأبكلو فصارت (أبكلوتو) والتي تعني الفائق الحكمة، وورد في النصوص المسمارية مرادفات لكلمة أبكلو منها (عمقو) أي التعمق، و(خاسيسو) أي الحكيم الحساس، ومنه جاء إسم بطل ملحمة الطوفان (أترا- حاسس) أي: المتناهي الحكمة. كذلك أطلق إسم الحِكمة على الحكماء السبعة الشهيرين في حضارة وادي الرافدين، (ألأبكالو السبعة)، والتي نُُسِبَت لهم أصل المعارف والحكمة التي علموها للبشر.
وقد شاعت فكرة (الحكماء السبعة) The Seven Sages في الكثير من الحضارات القديمة، ومنها الحضارة اليونانية التي إقتبست الفكرة لاحِقاً -بعد عدة قرون- من حضارة وادي الرافدين!.
* الحكيم: كلمة آرامية سريانية (حكيمو) وتُعطي معنى (العالِم) من العِلِم. كذلك موجودة في الآكادية ( خاكامو) وبنفس المعنى، وفي الكنعانية الأوغاريتية (حكم)، والظاهر أنها مُفردة سامية مُشتركة، وهي بالعبرية (حاخام) وهو الكاهن والرائد والمعلم الروحي الحكيم عند اليهود.
* أنثى: يرجح أن إشتقاق كلمة (أنثى) العربية من مادة (سامية) قديمة تعني: الضعف والضعيف وهي كلمة: (انشو) الأكدية ومنها كلمة: (أشّتو) الأكدية التي تعني بالدرجة الأولى الزوجة، وهي بلا شك من الجذر نفسه، حيث يُقابل حرف الشين في البابلية حرف الثاء في العربية، وعلى ما مألوف في تبادل الأصوات في اللغات السامية القديمة، وهنا ستتحول (أنشو) إلى (أنثو) في العربية.
* بارية: كلمة (بارية) في العامية العراقية والتي تعني: نوع من أنواع الحصر (جمع حصير) وهي كثيرة الإستعمال في العراق، وتذكر بعض المعاجم العربية -كالعادة- على أنها مٌعربة من الفارسية، في الوقت الذي نجد هذه المُفردة في النصوص المسمارية منذُ زمن قديم، وتم ذِكرها بصيغة: (بورو)، وفي الآرامية (بوريا) والفارسية أيضاً (بوريا)، وكانت صناعة (البواري – جمع بارية) منتشرة -ولا زالت- في جنوب العراق حيث يكثر القصب في الأهوار العراقية الكثيرة كما كان دائماً منذُ أزمنة السومريين، وكما تُشير إلى ذلك النصوص المسمارية الخاصة بصنع البواري وتعدادها وأنواعها وأشكالها.
* بوري: في العامية العراقية يتم إستعمال كلمة (بوري) للدلالة على الأنبوب، وخاصةً أنابيب الماء والكهرباء. وهي لفظة آكدية تعني قصبة البردي المُجوفة، والقصب هذا من أشهر نباتات الأهوار العراقية، ومنها جاءت كلمة (بارية وجمعها بواري) التي تم شرحها أعلاه.
* برغوث: وردت كلمة البرغوث في الآكادية بفرعيها البابلي والآشوري بصيغة: (برشوع) و ( برسوع)، وفي الكنعانية الأوغاريتية (ب ر غ ت)، وفي العبرانية (برعوش)، والآرامية (برغتا) و ( برطعتا) بالباء الباريسية، ويُحتمل تعيين الكلمة الآكادية بأنها البرغش، وهو نوع من البعوض.
* بتول: كلمة “بتول” العربية بمعنى العذراء تُطابِقُها لفظاً ومعنى الكلمة الآكادية (البابلية الآشورية): (بتولتو)، والآرامية: (بتولا)، والكنعانية الأوغاريتية (ب ت ل ت ). أما مُذكر (بتولتو) في الآكادية فهو (بتولو) وهي تُطلق على الشاب الذي لم يُمارس الجنس بعد!.
* بستوكة: بالكاف الفارسية.
البستوكة عند العراقيين هي وعاء (برينة) من الفِخار، مُزججة في الغالب أما باللون الأزرق أو الأخضر أو (الشذري-التركواز)، وتُحفظ فيها السوائل مثل الدبس والخل والدهن وبعض الخمور وما شاكل ذلك، ويؤصلها المُعجم (العربي الفارسي الإنكليزي) على كونها مُعربة من الفارسية (بستك). ورغم أن هذا التأصيل صحيح ولكن يُرجح كذلك أن الأصل البعيد لهذه اللفظة هو من الكلمة السومرية (بسان-دُكا) أو (بسان-دُك)، وكذلك في الآكادية: (بسان-تكو)، ومعناها الأساسي: وِعاء من الفخار لحفظ الأشياء ومنها الواح الطين، وأشتق من هذا الإستعمال مُصطلح (حفظ السجلات-الألواح) وحافظ السجلات، أي: الوثائقي.
* زُق: وجمعهُ زقاق وأزقاق، ويعني في العربية وعاء من جلد الحيوانات يُستعمل لحفظ الماء والخمر ونحوهما، وبصفته وعاء للخمر فقد ورد ذكره في المصادر المسمارية بلفظة (زِقُّو). فقد جاء ذكره مثلاً في الكِتابة المنقوشة على مسلة الملك الآشوري (آشور-ناصر بال) (القرن التاسع ق.م)، المُكتشفة في نمرود في مدينة كالِح القديمة بالقرب من الموصل. في المسلة التي تروي خبراً عن الولائم العظيمة التي أقامها ذلك الملك بعد إنتهائه من تجديد المدينة، وما هيأهُ من المآكل والمشارب للضيوف الذين بلغ عددهم 96,000 الف شخص وأنه أحضر من الخمور 10,000 زق من الخمر. كذلك تم ذكر (الكُبة) من بين الأكلات التي قُدِمَت للضيوف!، وكانت تُسمى (كُباتو).
* بَقة-بَق: تُطابِق كلمة (البق) في العربية الكلمة الآكادية (بقّو) التي وردت في المصادر المسمارية، ومنها الإثبات الخاصة بالحيوانات والنباتات.
* ترجمان: كلمة الترجمان من الألفاظ التي عُدّت في المعاجم العربية من الدخيل المُعَرَب. بيد أنها وردت في المُدونات المسمارية في اللغة الآكدية بهيئة (تُركُمانو) بالكاف الفارسية. ومنها الكلمة الآرامية (تُركمينا)، والعبرانية (تركوم)، وإنتقلت هذه الكلمة إلى اللغات الأوربية بهيئة ( دراكومان) Dragoman.
* تُكان ـ دُكان: تُرجِع المعاجم الحديثة مثل المعجم العربي- الفارسي الإنكليزي Richardson, 1829 كلمة تكان إلى أصل فارسي، على أنه يرجح كثيراً أن كلمة التكان المستعملة في عامية العراق بالدرجة الأولى أصلها من الكلمة السومرية (تُكانو) Tukkanu التي تُطلق بالدرجة ألأولى على الكيس، ولا سيما كيس النقود، وأنها نُقلت عن طريق الإستعمال المجازي إلى موضع البيع والتعامل بالنقود.
* جسر: وردت هذه المُفردة في اللغة الآكدية بهيئة (كِشرو) بالكاف الفارسية ( Gishru ) ومنها الآرامية (كِشرا) ولا يُعلم بوجه التأكيد هل أن هذا اللفظ سومري أو آكدي صرف.
* جص: كلمة جص في المعاجم العربية من الأعجمي الدخيل، وكثيراً ما تذكر كتب اللغة كلمة (جص) على أنها غير عربية، على قاعدة أن حرفي الجيم والصاد لا يجتمعان في كلمة عربية أصيلة. أما في اللغة الآكدية فقد وردت كلمة (كصو) وتعني الجص، وتُكتب في نظام الخط المسماري بالعلامتين المسماريتين السومريتين (أم-بار) ومعناها (الطين الأبيض). والمُرجح أن الكلمة الآكدية (كصو) هي أصل معظم المُفردات المُضاهية لها في اللغات السامية مثل الآرامية (كصا) وإنتقلت الكلمة أيضاً إلى الإغريقية بهيئة (كبوس Gupos) ثم منها إلى اللاتينية واللغات الأوربية (Gypsum) .
* خر: في العامية العراقية تعني كلمة (خر) مجرى لتصريف المياه ولا سيما المياه الآسنة. وهناك نهر صغير في بغداد جانب الكرخ قرب قصر النهاية الملكي ويقع أيضاً بين مدينة الحارثية ومدينة المأمون الأولى، وتم تبديل أسمه إلى نهر (الخير).
وقد وردت في الآكدية كلمة (خرو) و (خريتو) وتعني المجرى المائي والجدول في المادة الآكدية (خيرو) Kheru ومعناها الأساسي (حفر وكري) بالنسبة إلى الجداول والأنهار. وربما يكون الإصطلاح الشعبي العراقي (خِري مِري) مأخوذ من هذه الكلمة !، ربما.
* خُش، يخش: يُستعمل فعل (خُش) في العامية العراقية وفي بعض الأقطار العربية بمعنى دَخَل، كقولِنا: خُش إلى داخل البيت، أو كقولنا: خَشِشة بمعنى: أدخلهُ!، وتضاهيه المادة الآكدية (خاشو) التي تعني: تحرك بسرعة ودَخَل أيضا.
* خَمَط: بمعنى أخَذَ بسرعة، وهي كلمة تُعطي نفس معنى كلمة عامية عراقية أخرى ( نَتَشَ) أو الفصحى (خَطَفَ)، ويوجد ما يُرادفها في البابلية وهو جذر (خماطو) بالمعنى نفسه تقريباً.
والجدير بالذكر هنا أن إسم ملاح العالم الأسفل المُوَكَل بنقل أرواح الموتى في نهر ذلك العالم في الأساطير العراقية هو: (خَمَط تبال) وتعني: (خُذ على عَجَل، أو: إحمِل بسرعة). وعلى نفس المنوال نجد أن الأساطير اليونانية أعطت إسماً لملاح عالمها الأسفل وهو (شارون أو خارون)، وهو إقتباس كاربوني آخر من أساطير ما بين النهرين.
* خَمَش: وهي مُفردة مستعملة في العامية العراقية وتعني: إستعمال أضافر اليد في خرمشة الوجه أو الجسد، وهي تُضاهي الكلمة البابلية: (خماشو) وتُعطي نفس المعنى والمفهوم.
* سفينة: ورَدَت كلمة سفينة في البابلية المتأخرة بصيغة تُطابق العربية، بإبدال الفاء العربية بباء -ثلاث نقاط- البابلية وهي: (سبينتو Sapinatu)، كذلك وردت مكتوبة بهيئة (Sapintu).
* سُكان: ومعناه في العامية العراقية: المِقوَد. كمقوَد السيارة أو السفينة مثلاً. أو كما وردت هذه اللفظة في الأغنية الشعبية التراثية العراقية القديمة التي تقول: ( جريدي شيخ الجردان ….. بَطنة سفينة وذيلة سُكان ). وقد وردت في المصادر المسمارية باللفظ البابلي المُضاهي للعربي وهو (سِكانو).
* سُلطان: وجمعها (سلاطين)، وفي المعجمات العربية تعني هذه اللفظة: القوة والشدة والأمرة، وهي من مادة (سلط)، وقد وردت هذه اللفظة في القرآن بمعنى: الحجّة.
ويوجد في الآكدية (البابلية والآشورية) مادة (شلاطو)، وتعني تقريباً المعاني الأساسية نفسها، ومنها الكلمة (شلطو) أي السلطان وجمعه بالبابلية (سلطو) و (شلطي)، والمثال على ذلك إسم إبنة الملك البابلي (نبونيدس) آخر ملوك الدولة البابلية الحديثة، وكانت الكاهنة العليا (ننا) في معبد الإله القمر (سين) وهي: (بيل-شلطي-ننا) أي: إن الإله ننا سيد السلاطين.
* شريان: الشريان هو أحد أوعية الدم في الجسم، ويُسمى في اللغة الآكدية (البابلية والآشورية) بلفظ مُطابق للعربية وهو: (شريانو).
* صرصر، صرصور: الصُرصُر وجمعهُ (صراصر)، وصرصور وجمعهُ (صراصير) حشرة مشهورة بصوتها في الليل، ولذلك يُسمى أحياناً بصرصار الليل. وقد ورد ذكره في المصادر المسمارية بلفظ يُطابق العربية تقريباً بصيغة (صرصورو)، وفي السريانية (صرصيرا وصيصرا) وفي العبرانية (صلوصال). ويُسميه كلدان العراق اليوم (صِصْرا أو صِصْرة).
* صلوة، صلاة: من معاني الصلوة الأساسية: الدعاء والإستغفار وطلب البركة، وجذرها(صلّ) الذي يعني: الميل والإنحناء ثم الركوع والسجود. ووردت كلمة ( صلوتا) في الكُتب العبرانية المتأخرة ولا سيما المُدَوَنة بالآرامية مثل: (التركوم، الجمارا، والتلمود).
وليس هناك ما يُبرر عدّ هذه الكلمة العربية من المُعرب، لأنها موجودة في معظم اللغات السامية القديمة ومنها الآكدية بهيئة (صلو) ( Salu ) و (صليتو) ( Salitu ) بمعنى الدعاء والإستغفار، ولكن لم تُستعمل بحسب معرفتنا الراهنة بمعنى سجد وركع. أما في اللغة المحكية اليوم لكلدان العراق فكلمة الصلاة تُلفظ ( صْلَواثة ).
* عقرب: ورد إسم العقرب في المصادر المسمارية بالكلمة البابلية (عقربو) Agrabu مع ضياع حرف العين في أول الكلمة لأنه من الحروف الحلقية التي لا يُمكن نطقها أو رسمها بالخط المسماري. وفي البابلية مُرادف آخر لكلمة العقرب وهو (زقاقيبو) بالباء الباريسية. وكان العقرب هو شعار الملك السومري (مينا) الذي غزا مصر.
* عدن: تُطلق كلمة عدن في الكُتب”المقدسة” مثل التوراة وغيرها على الموضع الذي وضع فيه الله آدم ليُخَلَد في الجنة !. ومنه (جنات عدن) في القرآن، وجَعَلَت بعض المعاجم العربية مادة (عدن) بالمكان، أي: قطنهُ وأقامَ فيهِ !.
والواقع أن هذا وغيره أقرب ما يكون إلى التعليل اللغوي الإصطناعي. كما أنه ليس من الصحيح إطلاقاً إرجاع أصل كلمة عدن النهائي إلى العبرية ثم السريانية، بل الأرجح أنها ترجع في أصلها البعيد إلى الكلمة الآكدية (عدنو- أدنو) Edinnu المُشتقة بدورها من اللغة السومرية (أدن Edin ) التي تعني: السهل أو الأرض السهلة الخصبة. وقد تكرر ورودها في النصوص السومرية القديمة منذُ منتصف الألف الثالث ق.م. ولا تخفى المُلابسة اللغوية بين هذا المعنى الأصلي وبين إستعمالهِا في العبرية للجنة والرغد والنعيم!.
* كُبَّة: يُرجعُ بعض الباحثين أصل كلمة (الكُبة) إلى أنها مُعربة من الفارسية، وأن أصل معناها (كأس الحجامة- فصد الدم) ، وتُطلق على كل شيء مُنتفخ كالقُبة ونحوها. ولكن الصحيح في تأصيل هذه الكلمة إرجاعها إلى الكلمة الآكدية الواردة في النصوص المسمارية بهيئة (كِبتُّو) ( Kippatu ) التي تُطلق على الشيء المُدور كالدائرة، حيث أُطلقت على الدائرة في الرياضيات البابلية.
ووردت كذلك كلمة (كبّي) و (كُبُّو) وجمعها (كوبيباتي) -وكلهم بالباء الباريسية- لإطلاقها على الكُبة، وهي الأكلة المشهورة في العراق وفي بعض أقطار الشرق الأدنى.
* كورة -كير: تُطلق كلمة (كورو Kuru) و(كيرا) البابلية والآشورية على الفرن أي (الكورة) في عملية إذابة القير بالدرجة الأولى. ويُرجح أن هذه الكلمة هي الأصل في إسم (القير والقار) في اللغة العربية. وتُلفظ بالسريانية (قيرا) وبالعبرانية (كور).
* كفارة، تكفير: الكفارة من مادة (كفر)، وهي ما يُدفع به الإثم والذنب من مال وغيره. وقد عثر المنقبون على لوح مسماري في تل حرمل من زمن ( مطلع الألف الثاني ق.م ) هو عبارة عن رسالة جاء فيها مُصطلح الكفارة بصيغة ( كِبرو Kipru ) من مادة ( كبارو Kaparu )، وتعني المعنى نفسه. أي ( Expiatory gift, expiatition ). مُلاحظة: انظر مجلة سومر 1958 الرقم 7 ، وسِجِل اللوح في المتحف العراقي تحتَ الرقم 51184.
* مرجان: كلمة المرجان العربية أو المُعربة ورد ما يُطابقها في المصادر المسمارية في الكلمة الآكدية المُطابقة للعربية تقريباً وهي: (مركانو) وكذلك (مَر كونو) وأيضاً (مَركولو). وكلها بالباء الباريسية.
* مُشط: تُطابق كلمة المشط العربية اللفظة الآكدية (مُشطو) وقد تبدل الشين لاماً أي بصيغة (ملطو). وقد كان المشط يُصنع من الخشب، وعُثر في بقايا حضارة وادي الرافدين على نماذج من الأمشاط وبعضها من العاج، وقد وردت عبارة (مشط الرأس) في بعض النصوص البابلية اللغوية، وباللفظ البابلي (مشطوشا قَقادي).
* مهر: المهر والمهرة ولد الفرس. وورد ما يُضاهي هذه الكلمة لفظاً ومعنى في اللغة الآكدية بهيئة ( مُهرو Muru )، ويوجد في المعاجم المسمارية بالكلمة البابلية ( مو-أو-رو ).
* مكس: كلمة المكس والمكوس بمعنى الضريبة، جاء ذِكرها بالنصوص المسمارية بالصيغة الآكدية (مكسو) و (مكاسو) .
* نبي: تزعمُ طائفة من اللغوين والمُفسرين أن كلمة (نبي) بمعنى الرسول المُرسل من الله من أصل سرياني أو عبراني. ولكن الأصح أن يُقال إنها من مادة مُشتركة في معظم اللغات السامية القديمة، ففي الآكدية يوجد جذر (نبو) (نِباء) Nabu بمعنى (دَعا) يدعو وأعلن وسمى وتنبأ … الخ. وصيغة (نبي) العربية وكذلك (نبو) الآكدية وتعني الذي يُعلن ويُنبئ، ومنه المعنى الديني، أي الشخص الذي يُنبئ عن الله.
* نفط: عُرف النفط الخام في العراق القديم منذُ أقدم الأزمان، ولكن لا يُمكن البت في هل أستعمل في الإنارة ؟، بإستثناء بعض الإشارات التي وردت في النصوص المسمارية إلى إستعماله في المشاعل التي يُرجح أن يكون النفط الخام أو النفط الأسود قد أستعمل
فيها. وردت كلمة (نبطو) في اللغة الآكدية، وتُكتب كلمة نفط في البابلية (شمن-أتي) أي سمن أو زيت القير.
* هيكل: كلمة الهيكل من المفردات المشهورة المستعملة في معظم اللغات السامية القديمة ومنها (العبرانية والآرامية)، وبعض اللغات الأوربية حيث يُطلق مُصطلح الهيكل على المعبد الكبير أو البناء العظيم كالقصر ونحوه، مثل هيكل سليمان.
وجاء في المعاجم العربية بأن كلمة الهيكل من أصل يوناني (أنظر المُنجد مثلاً). ولكن ثبت الآن بوجه قاطع، أن الكلمة من أصل عراقي قديم، فقد شاع إستعمال كلمة ( إيكلُّو Ekallu ) في البابلية والآشورية بمعنى القصر، وقد تُطلق مجازاً على السلطة الرسمية أي (القصر) أو ( البلاط)، وكذلك على البِناء العظيم بوجه عام. ويُرجع أصل هذه الكلمة الآكدية إلى الكلمة السومرية المُركبة من كلمتين هما ( اي- كال E – Gal ) أي البيت العظيم، ومنها القصر، وقد إرتأى بعض الباحثين حديثاً أن الكلمة البابلية هي أصل الكلمة السومرية وليس العكس. أنظر مٌعجم جامعة شيكاغو المرموز له ب (CAD).
* طِركاعة: لفظة في العامية العراقية يُكنى بها للمصيبة الكبيرة والإضطراب الشديد، وهي مُشتقة من الجذر الثُلاثي الآرامي ( ط ر ق ) بمعنى: يَخفقُ، يَخلِطُ، يُقلِق السكينة والهدوء، فنقول: طَرَقَ البيض، أو طَرَقَ اللبن، بمعنى خَفَقَهُ وحَرَكَهُ ومزجهُ، وتتحول القاف هنا إلى كاف فارسية فتتحول كلمة (طرقه) إلى (طركه) ومنها: (طِركاعة) التي أخذت معنى (المصيبة، الإضطراب، التشويش، القلق والإزعاج، الحدث الجلل) في العامية العراقية.
* أكتفي بهذا القدر من المُفردات والألفاظ العراقية القديمة، إذ لا أود أن اُحَمِلَ المقال أكثر مما يحتمل، وسأقوم بتقديم الجزء الثاني منه خِلال أيام. وشكراً لصبركم ومتابعتكم.
المجد للإنسان
January-8-2015
طلعت ميشو.
مصادر المقال :
1- من تُراُثِنا اللغوي القديم…………… د. طه باقر.
2- الألسنة العراقية …………………. د. علي ثويني.
3- كيمياء الكلمات ………………….. د. علي الشوك.
4- جولة في أقاليم اللغة والأسطورة ….… د. علي الشوك.
5- الذات الجريحة …………………….…… د. سليم مطر.
6- مُقدمة في أدب العراق القديم ……….. د. طه باقر.
7- مُعجم اللغة العامية البغدادية ……….. الشيخ جلال الحنفي البغدادي.
8- معجم الألفاظ الدخيلة في اللهجة العراقية الدارجة….. رفعت البزركان.
9- بعض المقالات والبحوث ………………. كُتاب مُختلفي