صورة الله في كتب السماء
الدكتور صباح جمال الدين
(ملاحظة : نص القرآن الكريم في سورة البقرة في الآية ١١٥ (ولله المشرق والمغرب ، فأينما تُولوا فثم وجه الله) وهذه عقيدتي ان من الكفر تحديد مكان وجود الله ، ولما ازل آسف على امي وجدتي ، كانتا اذا دعتا لنا ونحن صغار ، يرفعان ايديهما وبصرهما للسماء لأنهما كغالبية المسلمين ، اعتقدتا ان الله سبحانه (محدود) بالسماء ، كما ان العامة شملت الدين الاسلامي بتعبير (الآديان السماوية) لإثبات هذا المفهوم للأسف ! )
كنت في المرحلة الاخيرة من دراستي الثانوية سنة ١٩٥٢ في بغداد في الاعدادية المركزية
، وكانت مدرستي هذه ولا تزال لليوم من مدارس بغداد المعروفة بمستواها التعليمي المتميز بين مدارس العراق الاعدادية
في زماني كانت الاديان الاربعة في طلابها وأساتذتها ، الاسلامي والمسيحي واليهودي والصابئي ، ولم نشعر وغالباً لا نعلم او نسأل عن اديان بعضنا ، وبصراحة ، لم يكن الدين شاغلاً لاحد آنذاك ، كان لي صديق عزيز علي مسيحي يدعوني وادعوه في اعيادهم واعيادنا ، وكان لوالدي مكتبة كبيرة في بيتنا بدأت استعين بها في بعض المواضيع الدراسية ، واحياناً لإشباع الرغبة في معرفة ما لا ندرسه في المدرسة !
ولا حظت ان دروس الدين يحضرها المسلمون منا فقط ، في حين ان أصدقاءنا من الاديان الثلاثة الاخرى لا تُدرس اديانهم ولا يحضرون معنا ، والقرآن يقرّ بهم وبكتبهم !
فسألت احد اصدقائي المسيحيين هل لديهم كتابهم المقدس بالعربية ، فقال في بيتنا
لا يجيد احد منا قراءة الكتاب المقدس الا بالعربية ، فطلبت منه كتابهم للاطلاع عليه
واعادته اليه ، وكان من عجبي آنذاك ان جاءني بالكتاب المقدس وقال لي هذا هدية لك !
بينما كنَّا آنذاك لا ندع غير المسلم بلمس القرآن !
سررت ايما سرور بهديته ، وفوجئت ان كتابهم المقدس يحوي كتابين مقدسين ، التوراة
والانجيل ، شغلني الكتاب المقدس عن دراستي ، ولكن حب الاطلاع انساني كل شيء ، وبصورة خاصة اني بدأت قراءة الكتاب من اوله ، اي التوراة !
فوجئت بمواصفات الله في التوراة التي اغضبت لامي وامها جدتي ، لما حدثتها فأمرتني
امي بأرجاع الكتاب ، فأرجعته !
وفي سنة ١٩٩٢ عملت في سلطنة عمان ، وفي احدى السنوات كان جاري رجل مسيحي هو عم المطربة اللبنانية المعروفة نانسي عجرم ، وكانت لي نفس الرغبة في الاطلاع على
الاديان الاخرى ، فطلبت منه ان اقرأ الانجيل ، وكنت غريق لطفه وكرمه ، أن قدم لي الكتاب المقدس ، وعليه إهداءه الجميل الذي بدأه ( الى جار الرضا …)
منذ ذلك الحين عجبت من (موقع الاله في التوراة !) مكانه ومكانته ! وهذه نماذج من
المواصفات التي اعطتها التوراة في نصوصها تُنبيءُ عن مفهوم الدين اليهودي اليوم عن الله سبحانه ! وسوف اترك الحكم للقاريء ولا اعلق على النصوص :
١- الله يتعب ويستريح :
* الآية الأولى من الاصحاح الثاني في جزء التكوين (فأُكملت السماوات والارض وكل جندها وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل ، فاستراح في اليوم السابع !)
* وتكرر التوراة هذا المفهوم في جزء الخروج في الاصحاح ٢٠ الآية ١١ (لان في ستة ايام صنع الرب السماء والارض والبحر وكل ما فيها ، واستراح في اليوم السابع )
* وكررت التوراة ذلك للمرة الثالثة في الاصحاح الثاني في جزء التكوين الآية ٢٤ :
(وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل ، فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل) !
٢- الله خلق الانسان على شكله ، كررتها التوراة اربع مرات :
* في الاصحاح التاسع من جزء التكوين في الآية السادسة تنص الآية : (سافك دم الانسان ، بالانسان يسفك دمه ، لان الله على صورته عمل الانسان)
* في الاصحاح الاول الآية ٢٦ في جزء التكوين تنص الآية : (وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا)
* في نفس الاصحاح في الآية ٢٧ : (فخلق الانسان على صورته ، على صورة الله خلقه)
* في الاصحاح الخامس في الآية الاولى ، تنص الآية : (يوم خلق الله الانسان ، على مثاله صنعه)
٣- امكانية رؤية الله :
في جزء الخروج في الاصحاح الرابع والعشرين الآية التاسعة والعاشرة تنصان : (ثم صعد موسى وهرون وأداب وأبيهو وسبعون من شيوخ اسرائيل ،ورأوا اله اسرائيل وتحت رجليه شبه صنعة من العقيق الازرق الشفاف وكذات السماء في النقاوة ، ولكنه لم يمد يده الى اشراف بني اسرائيل ، فرأوا الله وأكلوا وشربوا )
لاحظ ان رب اسرائيل هو غير ارباب الآخرين ! فيشخص بأنه (إلاه اسرائيل)
٤- الله يتنفس :
جاء في جزء الخروج ، في الاصحاح الحادي والثلاثين في الآية السابعة عشر 🙁 … هو بيني وبين بني اسرائيل علامة الى الابد ، لانه في ستة ايام صنع الرب السماء والارض ، وفي اليوم السابع استراح وتنفس)
٥- الله يأمر بالغش والسرقة :
في جزء الخروج ، في الاصحاح الثالث من الآية الحادية والعشرين (… ، فيكون حينما تمضون انكم لا تمضون فارغين ٢٢- بل تطلب كل امرأةٍ من جارتها ومن نزيلة بيتها امتعة فضة وأمتعة ذهب وثياباً ، ووضعوها على بينكم وبناتكم ، بتطلبون المصريين)
٦- الله يكتب بأصبعه على الصخور :
جاء في جزء الخروج ، في الاصحاح الحادي والثلاثين في الآية الثامنة عشر : (ثم اعطى موسى عند فراغه من الكلام معه ، في جبل سيناء لوحي الشهادة ، لوحي حجر مكتوبين بإصبع الله)
٧- كان الله قبل الخلق على الماء :
في الاصحاح الاول من جزء التكوين في الآية الثانية (وكانت الارض خربة وخالية ، وعلى وجه الغمر ظلمة ، وروح الله يرف على وجه المياه)
٨- الله ينسى ويتذكر :
في جزء الخروج في الاصحاح السادس من الآية الرابعة (… وايضاً اقمت معهم عهدي أن اعطيهم ارض كنعان ، ارض غربتهم التي تغربوا فيها – وانا ايضاً قد سمعت أنين بني اسرائيل الذين يستعبدهم المصريون وتذكرت عهدي)
٩- الله يهب ارض الشعوب الاخرى لشعبه المختار :
في جزء التكوين ، في الاصحاح التاسع عشر في الآية الثامنة عشر (في ذلك اليوم قطع الله مع ابرام ميثاقاً قائلاً ، لنسلك اعطي هذه الارض ، من نهر مصر الى النهر الكبير نهر
الفرات)
ارجو الالتفات الى هذه (الآية) لان دورنا آتٍ اذا تم لهم سلب فلسطين !!!
١٠- لله المواليد البكر الذكور من الاسرائيليين ، وما يملكون من المواليد الذكور من المواشي :
في جزء الخروج في الاصحاح الرابع والثلاثين في الآية التاسعة عشر والعشرين (لي كل فاتح رحم وكل ما يولد ذكرًا من مواشيك بكراً من ثور وشاة – اما بكر الحمار فتفديه بشاة
وإن لم تفده تكسر عنقه !!!)
وفي جزء العدد في الاصحاح الثامن في الآية السابعة عشر (… لان لي كل بكر في بني اسرائيل من الناس ومن البهائم )